الداروينية

سنتحدث في هذا المقال عن الحركة الداروينية الالحادية التي تنكر وجود الله سبحانه وتعالى وتنكر عقيدة المسلمين في بداية الخلق للكون ، وآدم وحواء .



● ماهي الحركة الداروينية ؟

التعريف

يمكننا تعريف الداروينية بانها حركة إلحاديه تنكر وجود الله سبحانه وتعالى مستندين بفكرتهم هذه الى نظرية التطور التي لاتوجد لها براهين واثباتات علميه الى يومنا هذا ، وتنتسب الحركة الفكرية الداروينية الى الباحث الانجليزي شارلز داروين الذي نشر كتابه أصل الأنواع سنة 1859م والذي طرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء مما زعزع القيم الدينيه وترك آثارا سلبية على الفكر العالمي.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

شارلز داروين : صاحب هذه المدرسة ولد في 12 فبراير 1809 وهو باحث انجليزي نشر في سنة 1859م كتابه " أصل الأنواع " ، وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبر أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين . وقد تطورت هذه الخلية ومرت بمراحل منها ، مرحلة القرد ، انتهاء بالانسان ، وهو بذلك ينسف الفكرة الدينيه التي تجعل الانسان منتسبا الى آدم وحواء

كيث آرثر: دارويني متعصب ، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين فيضطر الى كتابتها من جديد وهو يقول : " ان نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين وستظل كذلك ، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الايمان بالخلق المباشر وذها غير وارد على الاطلاق".

هكسلي جليان: دارويني ملحد ، ظهر في القرن العشرين ، وهو الذي يقول عن النظرية : "هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان".

-  "من المسلم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر".

-  ويزعم أن الانسان قد اختلق فكرة الله ابان عصر عجزه وجهله ، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه ، ولم يعد بحاجة اليه ، فهو العابد والمعبود في آن واحد".

-  يقول : "بعد نظرية داروين لم يعد الانسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيوانا".

ليكونت دي نوى : من أشهر التطوريين المحدثين ، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة.

د . هـ . سكوت : دارويني شديد التعصب ، يقو : "ان نظرية النشوء جاءت لتبقى ، ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى لو أصبحت عملا من أعمال الاعتقاد".

برتراند راسل : فيلسوف ملحد ، يشيد بالأثر الدارويني مركزا على الناحية الميكانيكية في النظرية فيقول : "ان الذي فعله جاليليو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".

الأفكار والمعتقدات:

نظرية داروين : تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي:

-  تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد الى الدقة والتعقيد.

-       تتدرج هذه الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد الى الدقة والتعقيد.

-       تتدرج هذه الكائنات من الأحط الى الأرقى.

-  الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث وتتدرج في سلم الرقي تتجلى في الانسان ، بينما نجد أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفه فتعثرت وسقطت وزالت . وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون الانتقاء لمالتوس.

-       الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعا جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.

-  الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطة مرسومة ، بل خبط عشواء ، وخط التطور ذاته متعرج ومضطرب ولايسير على قاعدة مطردة منطقية.

-       النظرية في جوهرها فرضية بيلوجية أبعد ما تكون عن النظرية الفلسفية.

-       تقوم النظرية على أصلين كل منهما مستقل عن الآخر:

1-المخلوقات الحية وجدت في مراحل تاريخية متدرجة ولم توجد دفعة واحدة وهذا الأصل من الممكن البرهنة عليه.

2-هذه المخلوقات متسلسلة وراثيا ينتج بعضها عن بعض بطريقة التعاقب خلال عملية التطور الطويلة . وهذا الأصل لم يتمكنوا من البرهنة عليه حتى الآن لوجود حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطور الذي يزعمونه.

-  تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية ، أي العوامل الخارجية هي التي تحدد نوعية هذه المرحلة ، أما خد سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خط مضطرب لا يسعى الى غاية مرسومة أو هدف بعيد لأن الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية ، بل تتخبط خبط عشواء.

الآثار التي تركتها النظرية:

-  قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون الى حرية الاعتقاد بسبب الثورة الفرنسية ، ولكنهم بعدها أعلنوا الحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا الى بقاع العالم.

-  لم يعد هناك أي معنى لمدلول كلمة: آدم ، وحواء الجنة ،، الشجرة التي أكل منها آدم وحواء الخطيئة حسب اعتقاد النصارى بأن المسيح قد صلب ليخلص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ظلت ترزح تحتها من وقت آدم حين صلبه.

-  سيطرة الأفكار المادية على عقول الطبقة المثقفة وأوحت كذلك بمادية الانسان وخضوعه لقوانين المادة.

-       تخلت جموع غفيرة من الناس عن ايمانها بالله تخليا تاما او شبه تام.

-  عبادة الطبيعه ، فقد قال داروين : (الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق).

-  ولكن لم يبين ما هي الطبيعة وما الفرق بين الاعتقاد بوجود الله الخالق ووجود الطبيعة ؟. وقال : ان تفسير النشوء والارتقاء يتدخل الله هو بمثابة ادخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت.

-  لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الانسان لأن داروين قد جعل بين الانسان والقرد نسبا ، بل زعم أن الجد الحقيقي للانسان هو خلية صغيره عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.

-  أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة الغائية بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه .

-  استبد الناس شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال مضطربة ذات خواء روحي ، حتى أن القرد – جدهم المزعوم – أسعد حالا من كثير منهم.

-       طغت على الحياة فوضى عقائدية ، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.

-  كانت نظرية داروين ايذانا لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي ، ونظرية برجسون في الروحية الحديثه ، ونظرية سارتر في الوجودية ، ونظرية ماركس في الماديه ، وقد استفادت هذه النظريات جميعا من الأساس الذي وضعه داروين واعتقدت عليه في منطلقاته وتفسيراته للانسان والحياة والسلوك.

-       (التطور فكرة) أوحت بحيوانية الانسان ، و (تفسير عملية التطور) أوحت بماديته.

-  نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية الى التطور المطلق في كل شيء ، تطور لا غاية له ولا حدود ، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد ، وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تاليا له في الوجود الزمني.

-  استمد ماركس من نظرية داروين مادية الانسان وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على (الغذاء والسكن والجنس) مهملا بذلك جميع العوامل الروحيه لديه.

-  استمد فرويد من نظرية داروين حيوانية الانسان فالانسان عنده حيوان جنسي ، لا يملك الا الانصياع لأوامر الغريزه والا وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب.

-  استمد دور كايم من نظرية داروين حيوانية الانسان وماديته وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.

-  استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطور الأخلاق الذي تطور عنده من المحرم (التابو) الى أخلاق الطاعة الالهية ومن ثم الى أخلاق المجتمع العلمي. 

-  والتطور عند فرويد أصبح مفسرا للدين تفسيرا جنسيا : "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب ، ثم عبادة الطوطم ، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي ، وكل الأدوار تتبع وترتكز على عقدة او ديب" .

دور اليهود والقوى الهدامه في نشر هذه النظرية:

-  لم يكن داروين يهوديا ، بل كان نصرانيا ، ولكن اليهودية والقوى الهدامة وجدوا في هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالها لتحطيم القيم في حياة الناس.

-  تقول بروتوكلات حكماء صهيون : "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه ثد رتبناه من قبل ، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحا لنا على التأكيد".

نقدها:

نقدها آغاسيز في انجلترا ، وأوين في أمريكا  : "ان الأفكار الداروينية مجرد خرافة علمية وأنها سوف تنسى بسرعة ".

ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.

-  كريسي مورسيون : "ان القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئا عن وحدات الوراثة (الجينات) وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقا ، أعني عند الخلية".

-  أنتوني ستاندن صاحب كتاب العلم بقرة مقدسة يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدها فيقول : "انه لأقرب من الحقيقة أن تقول : ان جزءا كبيرا من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة بل اننا لنشك في وجود السلسلة ذاتها".

-  ستيوارت تشيس : " أيد علماء الأحياء جزئيا قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان ، وأن الفكرة صحيحة في مجملها".

-  كلارك أوستن : "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أي من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيرها ، ان كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة ، لقد ظهر الانسان على الأرض فجاء وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".

-       أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي ، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.

الداروينية الحديثة:

اضطرب أصحاب الداروينية الحديثة أمام النقد العلمي الذي وجه الى النظرية ، ولم يستطيعوا أمام ضعفها الا ان يخرجوا أفكار جديدة تدعيما لها وتدليلا على تعصبهم الشديد حيالها فأجروا سلسلة من التبديلات منها:

-  اقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوا به قانونا جديدا أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات ، وخرجوا بفكرة المصادفة.

-  أرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولا عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلا واحدا كما كان سائدا في الاعتقاد.

-  أجبروا على الاقرار بتفرد الانسان بيولوجيا رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد ، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.

-  كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ماهو الا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى).

الجذور الفكرية:

-  لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين ، وقد لاحظ العلماء أن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقيا من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء : رأي باكنسون ، ولينو .

-  قالوا : " بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين ". ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتيه فنسبت داخل معامل الأحياء.

-  استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان ، ومن نظرية مالتوس بالذات ، فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء الذي يدور حول افناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء .

-       استفاد من أبحاث ليل الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.

-  صادفت هذه النظرية جوا مناسبا اذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين ، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيرا ماديا بحتا ، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها الى مزيد من الالحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية ، مصيبة كانت أم مخطئة.

الانتشار ومواقع النفوذ:

-  بدأت الداروينية سنة 1859م ، وانتشرت في أوربا ن وانتقلت بعدها الى جميع بقاع العالم ، وماتزال هذه النظرية تدرس في كثير من الجامعات العالمية ، كما أنها قد وجدت أتباعا لها في العالم الاسلامي بين الذين تربوا تربية غربية ، ودرسوا في جامعات أوربية وأمريكية .

-  والواقع أن تأثير نظرية داروين قد شمل معظم بلدان العالم كما شمل معظم فروع المعرفة الإنسانية من علمية وأدبية وغيرها ، ولم يوجد في التاريخ البشري نظرية باطلة صبغت مناحي الفكر الغربي كما فعلت نظرية النشوء والارتقاء الداروينية.

ويتضح مما سبق:

أن نظرية داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون مندل الوراثي واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات) باعتبارها الشفرة السرية للخلق واعتبار أن الكروموسومات تحمل صفات الإنسان الكاملة وتحفظ الشبه الكامل للنوع.

ولذا يرى المنصفون من العلماء أن وجود تشابه بين الكائنات الحية دليل واضح ضد مادة الخلق الأولى للكائنات وهي الماء ((والله خلق كل دابة من ماء)) "النور 45"  (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) "الأنبياء 30 "

وقد أثبت العلم القائم على التجربة بطلان النظرية بأدلة قاطعة وأنها ليست نظرية علمية على الإطلاق.

والإسلام وكافة الأديان السماوية تؤمن بوجود الله الخالق الباري المدبر المصور الذي أحسن صنع كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين ثم خلقه من نطفة في قرار مكين ، والإنسان يبقى إنسانا بشكله وصفاته وعقله لا يتطور ولا يتحول ((وفي أنفسكم أفلا تبصرون)).

Post a Comment

Previous Post Next Post

Contact Form