الحاسة السادسة The Sixth Sense بحر غامض يوصلك الى عالم أغرب من الخيال
يعرف كلا منا حواسه الخمسة الأساسية (الإحساس، الرؤية، الشم، السمع والتذوق ) ، ولكنه في خضم ظروف الحياة القاسية ينسى أو يتناسى الحاسة السادسة والتي تعتبر الخيط الرفيع الذي يربطه بالعالم الأخر الغير منظور ، ويؤكد الباحثون على أن تلك الحاسة تعمل بدون الاعتماد على الحواس الفيزيائية الأخرى ، حيث يمكن الاتصال بين شخصين في مكانين منفصلين بواسطة الاتصال الروحي أو كما يطلق عليه البعض التخاطر.
والحقيقة أن الحاسّة السادسة هي جزء منك سواء أردت أم لم ترد، فهي جزء طبيعي من العقلية البشرية ، وليست حكرا على الأشخاص الموهوبين ، وقد زود كل إنسان منذ اللحظة الأولى التي يخرج فيها للحياة بما يمكنه من الاتصال بالعالم الروحي والذي يتخلص فيه من الجسم المادي ويسمو بروحه التي تحركه حيثما تشاء، وهى نفس النظرية التي استخدمت الإلكترون في نقل المعلومات عبر الأجهزة مثل التلفزيون والراديو.
فعندما يريد الشخص سماع أغنية أو برنامج معين فإنه يقوم بضبط زر الجهاز على تردد معين ، أي أن الأغنية يمكن سماعها عندما يتطابق ترددها مع التردد الموجود بالراديو، وهذا ما يحدث عند الاتصال الروحي أي أن التواصل الروحي بين اثنين يحدث عندما يتطابق كلا منهما مع الأخر والذي يطلق عليه البعض التناغم الروحي ومن المعروف أن الإنسان قد طور عبر التاريخ علوماً مختلفة كالفيزياء والكيمياء وغيرها من العلوم التي تخدم الإنسان والبيئة، معتمداً في تنميه تلك العلوم على حواسه الخمسة ، و نجح الإنسان في اختراع أدوات تُمكّنه من توسيع مدى حواسّه . وهكذا تدريجيّاََ ، من جيلِِ إلى جيل ،
ولكن على الجانب الأخر يوجد عالم أخر مخفي عن الأنظار نشعر بوجوده، بالرغم من إنّنا لا نراه، وقد يكون هذا هو العالم المختص بالظواهر الغريبة، التي تحدث ولا يجد الإنسان تفسيرا منطقيا لها .
ولا عجب فنحن نعيش في عالم كل شيء يحدث فيه بالصدفة وبصورة عرضيّة لا تُمكّننا من التكهّن . إنّنا لا نعرف ماذا سيحدث غداًً ، لا نعرف ما كان لنا قبل أن نولد ، وماذا سيجري بعد موتنا. فكل هذه غيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن ماذا تفعل إذا أخبرك أحد انك سوف تتعرض لحدث غدا أو تنبأ لك بنتيجة أحد أولادك، فماذا ستطلق على هذا الشخص هل هو منجم أو ساحر ، لا يا عزيزي بل هو إنسان عادى اختصه الله سبحانه وتعالى بموهبة الحاسة السادسة .
ولكن السؤال المهم ما هي الحاسة السادسة ؟
الحاسة السادسة : لفظ يطلق على بعض الظواهر الغريبة التي قد يعجز العلم عن تفسيرها ، ولكن ما هو التعريف العلمي لها:
تعرف بأنها إحساس فطري لا إرادي بعيد عن المنطق يمكن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وأغلب الناس يمتلكون مثل هذه الحاسة وبدرجات متفاوتة ، وبما أن الإنسان العادي ليس له وسيلة اتصال بالمستقبل فإنه من المرجح أن يعتمد على الروح لاكتشاف المستقبل المجهول
إن ثمة أمرًا عجيبًا يباغتنا حينما نتعرض للخطر، وهو ظهور فجائي لقوة خارقة تقذف بنا بعيدًا عن مكمن الخطر، هذا الأمر يعطي مدلولًا ثابتًا ألا وهو أن بداخلنا قوة خارقة لا تظهر إلا عند الخطر.. هذه القوى التي تنشط وتخمد حسب مقتضيات الانفعالات والتفاعلات الطارئة.
فهي نفحة من الله ولها قدرات عظيمة لا تدركها العقول ، وكان قديما يعتقد بأن تلك الحاسة خرافة وليس لها تفسير علمي ولكن، الدراسات العلمية الحديثة أثبت أن الحاسة السادسة لدى كل إنسان وتظهر بصورة واضحة عند الشعور بالخطر، وتوجد فعليا في جزء من المخ يتعامل مع حل الصراعات .
وفى هذا الصدد أوضح فريق من الباحثين بجامعة واشنطن أن منطقة المخ المعروفة بالقشرة الداخلية الطوقية تطلق بالفعل الإنذار بشأن الأخطار التي لا تستطيع الوصول للمخ الواعي وتقع قرب قمة الفصوص الأمامية وإلى جانب الفواصل التي تفصل بين قسمي المخ الأيسر والأيمن ، وأن تلك القشرة الداخلية الطوقية مرتبطة بشدة مع مشاكل عقلية خطيرة من بينها الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية والاضطراب العدواني القهري ،
وأضاف الباحثون أنه عند قياس نشاط أمخاخ مجموعة من الشباب الأصحاء بواسطة برنامج كمبيوتر على فترات كل 2.5 ثانية بجهاز أشعة الرنين ، وجد أن المخ يلتقط إشارات التحذير بشكل أفضل مما كان يعتقد في الماضي .
وأشار العلماء إلى أن نفس هذه الناقل العصبي يرتبط بإدمان المخدرات ومرض الشلل الرعاش، ويبدو أن الدوبامين يلعب دورًا كبيرًا في تدريب القشرة الداخلية الطوقية في التعرف على التوقيت المناسب الذي يتعين عليها فيه إرسال إشارة تحذير مبكر ،
هل معظم الناس لديهم الحاسة السادسة ؟
هذا ما تقوله "جيرترود شميدلر" أستاذة علم النفس بجامعة نيويورك، فقد استخلصت من دراسات أجرتها أن أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم بشكل أو بآخر خلال حياتهم اليومية. ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير أو أمر بالغ
الأهمية حتى يقال: إنه موهوب الحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويخطر على البال أن المتحدث صديق قديم لم يتصل بك منذ أمد طويل، وما أن ترفع السماعة حتى تسمع صوته ويتحقق حدسك، وهذا مظهر من مظاهر الحاسة السادسة.
وقد تتعرف أحيانًا على شخص وسيم لبق رقيق، لكنك لا تشعر بارتياح إليه، وعلى العكس تحس بهاجس لا تدرك مصدره، ولا تعرف له سببًا ينفرك منه، أو كأنما هاتف من أعماقك يطالبك بأن تتجنبه وتتقي منه شرًا مرتقبًا، فإذا ما توطدت علاقتك به أثبتت لك الأيام صدق إحساسك الخفي الذي حذرك من صداقته، وهذا أيضًا مظهر من مظاهر الحدس أو الاستبصار أو التنبؤ. وكلها جوانب من عملية تواصل حسي صافية، مبعثها الحاسة السادسة، أقلها أن تشعر بعدم الارتياح لشخص أو شئ أو قرار، ويتحقق فيما بعد سبب لهذا الشعور.
كيف تعرف أنك تمتلك الحاسة السادسة ؟
مادام العلم يؤكد وجودها فلابد أنني امتلكها ولكن كيف يمكن أن أعرف أنى أمتلكها ، يساعدك الدكتور ممتاز عبد ، في الإجابة عن هذا السؤال ؟
يقول الدكتور ممتاز عبد الوهاب: في البداية يمكن وصف الحاسة السادسة بأنها استشعار خارج الحواس وله أشكال متعددة منها البصري والسمعي ومنها ما هو مقترن بالحواس، والحاسة السادسة وهي نوع من أنواع التخاطر عن بعد وهي حالة لا إرادية ولا تخضع لمسببات مباشرة ولا علاقة لها بصفة اجتماعية أو نفسية ولا تخضع لسن محددة ولكنها تظهر في موقف معين تحت ما يسمى بالاستشعار الحسي اللاإرادي أو الاستشعار خارج الحواس ، ويضيف الدكتور ممتاز بأن الحاسة السادسة تتواجد في الأشخاص البسطاء وأيضا عند العباقرة وفي الأطفال والكبار وفي الرجال .
ولمعرفة ما إذا كانت لديك الحاسة السادسة فقم بإجراء الاختبار التالي :
أجب على الأسئلة التالية بكلمة (نعم) أو (لا)
1- هل سبق أن ألغيت مشروعا أو قرارا لأنك أحسست بشيء غامض تجاهه ؟
2- هل تستيقظ من نومك قبل رنين الساعة ؟
3- هل تتحقق أحلامك دائما ؟
4- هل رأيت شخصا وأحسست أنك رأيته من قبل ؟
5- هل ترى أشخاص متوفين في أحلامك ؟
6- هل تأخذ وقتا طويلا لكي تتخذ قراراتك ؟
7- هل يحالفك سوء الحظ ؟
8- هل تعتبر نفسك شخصية محظوظة ؟
9- هل تعتقد في الحب من أول نظرة ؟
10- عندما يطلب منك أحد أصدقائك أن تحزر رقما، هل تقول الرقم الصحيح ؟
11- هل تشكل الصدفة جانبا حقيقيا في حياتك ؟
12- هل تتخذ قراراتك دون أن يكون هناك سببا محددا ؟
13- هل تستطيع أن تتوقع ما بداخل علبة هدايا دون أن تفتحها ؟
14- هل تستطيع أن تحس بشيء سيئ قبل حدوثه ؟
15- هل تحس متى سوف تقابل شريك حياتك وتوأم روحك ؟
إذا كانت معظم إجاباتك بكلمة (لا)
فأنت لست من الأشخاص الذين يتمتعون بالحاسة السادسة بقدر كبير. ولكن إجاباتك تدل على أنك تثق بحدسك.
وإذا كانت معظم إجاباتك بكلمة (نعم) فأنت :
شخصية تتمتع بقدر كبير من الحدس والتوقع لما يحدث، فحاستك السادسة تخبرك دائما بالأشياء قبل حدوثها.
هل الحاسه السادسه متواجده معنا دائما أم أنها تـنشط وتخمل ؟
أكدت دراسات الدكتورة "جيرترود" أن الحاسة السادسة تنشط في الشخص ذاته أحيانًا وتخبو وتصاب بالخمول أحيانًا أخرى، والسبب هو أن كافة مظاهر الإدراك الحسي الخارق ترتبط وفق الارتباط بمحيط نفسي أخر قوامه : صفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، واعتدال المزاج، وعناصر شخصية ونفسية أخرى متشابهة حتى هؤلاء الذين يتمتعون بحاسة سادسة قوية لابد لهم من شرط أساسي يتيح لحاستهم استقبال الإشارات دون تشويش، هذا الشرط هو توفر حد أدنى من صفاء الذهن واعتدال المزاج.
ومن الجانب نفسه أفاد علماءالطب النفسي بأن الحاسة السادسة موجودة لدى الكل منا، خاملة عند البعض ونشطة عند البعض الآخر، وذلك يتوقف على بعض العوامل مثل صفاء الذهن وهدوء الأعصاب واعتدال المزاج، فكلما كان الإنسان في حالة جيدة تنشط الحاسة السادسة والعكس عندما يكون الإنسان في حالة رديئة تخبو ويقل نشاطها.
متى تقوى؟ ومتى تضعف ؟
وفي جامعة كاليفورنيا أجريت دراسات مطولة أثبتت أن الإنسان يستطيع أن يرسل إشارات حسية للغير، كما يستقبل من الغير إشارات، أو يحس بأحداث أثناء وقوعها في مكان بعيد، بل حتى قبل وقوعها، وأثبتت أيضًا أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير على أفكار الغير، فيوحون إليهم
بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الحسي البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم.
كيف تميز الشخص الذي يمتلك الحاسه السادسه من خلال اسلوبه ؟
الدراسات التي أجريت في جامعة أكسفورود تشير إلى أن لدى بعض الناس نوعًا من العتامة تقاوم وتحجب الانطباعات الاستبصارية من الظهور على شاشة الوعي، وأثبتت من ناحية أخرى أن فريقًا من الناس يسجلون سيلًا لا ينقطع من الاستبصار وصدق التنبؤ، حتى تكاد تكون حياتهم سلسلة من الرؤى الصادقة، وأتضح بعد فحص عدد كبير من الفئة الأخيرة، ودراسة شخصيات منهم، أنهم جميعًا يشتركون في عدة خصائص مميزة، أهمها:
- • حسن التكيف الاجتماعي .
- • الاستقرار الوجداني .
- • نفسية منبسطة .
- • الثقة بالنفس .
- • حسن العلاقة مع الآخرين .
- • اتساع شبكة العلاقات .
- • الإيمان بالله وحسن الخُلق .