افكار وعقائد البانتشاسيلا

عقيدة وافكار واهداف وتأسيس وابر الشخصيات في البانتشاسيلا

سنتعرف في هذا المقال عن البانتشاسيلا ومؤسسها وأبرز شخصياتها وأفكارها ومعتقداتها التي يؤمنون بها ومعلومات أخرى شامله عن البانتشاسيلا .

ماهي البانتشاسيلا ؟
يمكننا تعريف البانتشاسيلا (أو المبادئ الخمسة المتلاحمة) بأنها خمسة مبادئ رئيسة أعلنت غداة الاستقلال سنة 1945م ووضعت في دستور اندونيسيا المسلمة، ليسير على هديها الشعب الاندونيسي المسلم، بديلاً عن العقيدة الإسلامية.

من هو مؤسس البانتشاسيلا ومن هم أبرز شخصياتها ؟
التأسيس وأبرز الشخصيات :
· في سنة 1945م عقدت لجنة الإعداد للاستقلال في اندونيسيا، لوضع أسس للدولة المقبلة.
ـ واحتدم الخلاف بين القوى الإسلامية والوطنية ـ كما يقال عنهم ـ حول أساس الدولة، هل هو الإسلام أو اللادينية؟.
ـ في أثناء ذلك وضع سوكارنو ـ وهو أول رئيس لاندونيسيا بعد الاستقلال - المبادئ الخمسة (البانتشاسيلا) لتكون أساس وفلسفة الدولة.
ـ وأنجزت اللجنة التساعية التي ضمت الزعماء الإسلاميين والزعماء الوطنيين مهمتها في وضع ميثاق جاكرتا وتم التوقيع عليه في 22 يونيو 1945م. وهذا الميثاق أصبح مقدمة لدستور سنة 1945م. بعد إلغاء جملة: "مع وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية  على معتنقيها".
ويقال إن سبب إلغاء هذه الجملة هو صدور إنذار من النصارى ـ وهم قلة قليلة في اندونيسيا ـ بعدم المشاركة في النضال لنيل الاستقلال إذا لم تحذف هذه العبارة.
ـ وهكذا ضاع أمل الإسلاميين في إنشاء دولة إسلامية في اندونيسيا نتيجة فكر الدول الصليبية وتلاميذها من القادة العلمانيين.
ـ وكان سوكارنو ـ واضع المبادئ الخمسة ـ يحكم اندونيسيا مثل باقي العسكريين الذين استولوا على السلطة في دول العالم الثالث بالحديد والنار.
ـ وعرف سوكارنو ببعده عن الإسلام وتحلله الأخلاقي طوال فترة حكمه وقد لقيت الدعوة الإسلامية في اندونيسيا أشد العنت إبان حكمه.
ـ الرئيس (سوهارتو) الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري وأقصى سوكارنو عن الحكم..
سار على نهجه، في صبغ اندونيسيا المسلمة بالصبغة العلمانية (اللادينية) وأطلق يد كل أعداء الإسلام للعمل في البلاد وفتح أبواب اندونيسيا للتنصير وإحياء الوثنية  ونشر الفساد والتحلل الأخلاقي في البلاد.

ماهي الافكار والمعتقدات التي يؤمن بها افراد البانتشاسيلا ؟

الأفكار والمعتقدات:
✔يقوم البانتشاسيلا على خمسة مبادئ هي:

1ـ الإيمان بالله الواحد الأحد (الربانية المتفردة).
2ـ القومية وتنادي (بالوحدة الاندونيسية).
3ـ الديمقراطية  أو (الشعبية الموجهة بالحكمة في الشورى النيابية).
4ـ الإنسانية العادلة المهذبة.
5ـ العدالة الاجتماعية.

ـ على أساس أن هذه المبادئ هي نقاط التفاهم بين جميع الطوائف في اندونيسيا.
ـ هذه المبادئ الخمسة بقيت مبادئ نظرية محضة، أو شعارات مرفوعة ـ كما هي الحال في الحكومات العسكرية في العالم الإسلامي ـ وتخفي وراءها العلمانية التي تسعى إلى سلخ الشعب المسلم في اندونيسيا عن الإسلام شيئاً فشيئاً.
ـ لا يقصد بـ (الإيمان بالله) (المبدأ الأول من المبادئ الخمسة)، الإيمان القائم على العقيدة الصحيحة والوحي الإلهي المجرد من كل المؤثرات، وفكرة الله عند سوكارنو (المنظِّر لهذه المبادئ): (أن الإنسان الذي لا يزال يعيش على الزراعة يشعر بحاجة إلى الله، وإذا بلغ مرحلة الصناعة لم يعد يرى ثمة ضرورة لوجود الله).
ـ إذاً المقصود بوجود هذا المبدأ (الإيمان بالله) هو الخداع والتمويه على الحقيقة اللادينية للبانتشاسيلا.
· العلمانية والتغريب هما خلفية البانتشاسيلا ومن هذا الباب دخلت الصليبية والجمعيات التنصيرية من كل طائفة وملة إلى اندونيسيا بتسهيلات من الحكومة الاندونيسية، والأمم المتحدة  باسم رعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة الأمراض وفتح المستشفيات.. الخ.
· بلغ عدد الذين تركوا الإسلام واعتنقوا الكاثوليكية في اندونيسيا 20 ميلوناً ضمن سكان الدولة المسلمة التي كانت مسلمة مائة بالمائة.
· الرابطة القومية ـ اللادينية ـ هي التي تربط أفراد الشعب الاندونيسي بعضهم ببعض..
وهذه الرابطة صدى للدعوات القومية التي ظهرت في أوروبا وتسعى الآن للتخلص منها وإحياء الانتماء لديهم للنصرانية واليهودية..
وهدف القومية الاندونيسية إبعاد العقيدة الإسلامية عن عوامل وحدة الشعب الاندونيسي وبالتالي إبعاد الشعب عنها شيئاً فشيئاً.
· الإنسانية فكرة أصبحت مبدأ من المبادئ الخمسة، تخفي وراءها الدعوة اللادينية، والحقد على الإسلام.. باعتبار أن الشعب الاندونيسي ليس كله مسلماً.. وأن الذي يجمعهم هو الإنسانية.
·  العدالة الاجتماعية.. مقولة جميع الحكام العسكريين في دول العالم الثالث ولكن بدون ممارسة حقيقية، أو وجود واقعي.. وإلا فلماذا انتشر الفساد واللصوصية والرشوة والمحسوبية بين المسؤولين في اندونيسيا وفي سواها ممن نهج نهجها؟.
ـ انطلاقاً من التزام الحكومة بالبانتشاسيلا باعتبارها الأساس الوحيد المعترف به للسياسة العامة للدولة فقد صدرت القوانين التي اعتبرت أية دعوة لتطبيق الدين  الإسلامي دعوة تخريبية تهدد أساس استقرار المجتمع .
كما حاولت الحكومة عام 1973م منع المسلمين من التحاكم لقوانين الشريعة الإسلامية  المتعلقة بالزواج والطلاق والأحوال الشخصية إلا أن تلك المحاولة أسقطتها المظاهرة التاريخية الكبرى التي قام بها الشباب المسلم آنذاك.
· كما اتجهت الحكومة لمنع حجاب الشابات المسلمات وألحقت جهاز بوليس بكل مصلحة حكومية لتولي مسؤولية مراقبة وملاحقة أنشطة الدعوة الإسلامية.
· وعلى أساس البانتشاسيلا  اعترفت الحكومة بالنصرانية وتمثل 5 % والأديان الوثنية [البوذية 2 % والهندوكية 2 % وباقي الوثنية 2 % ]  على الرغم من أن الإسلام يمثل 88 % من عدد السكان البالغ 160 مليون نسمة.
· وتعامل الحكومة ـ انطلاقاً من البانتشاسيلا ـ الأديان معاملة متساوية لذلك أتاحت للهيئات التبشيرية كامل الحرية في نشر الديانة النصرانية بين المسلمين وكذلك تقدم الحكومة برامج متساوية على شاشة التلفزيون لنشر تعاليم كل الأديان !!.
ـ ونظراً لأعمال البانتشاسيلا فإن عدد الكنائس والمعابد البوذية والهندوكية أصبحت مقاربة لعدد مساجد المسلمين.
· أدخلت الحكومة مبادئ البانتشاسيلا كمادة أساسية في مجال التربية والتعليم في جميع المراحل التعليمية، وأعدَّت دورات تدريبية لجميع موظفي الحكومة والقطاع الخاص لدراسة مبادئها. زعماً بأن البانتشاسيلا ليست ضد الإسلام والمسلمين وإنما تعني حرية الأديان للتعايش السلمي.
· ومما تجدر ملاحظته ما قيل من أن الرئيس سوكارنو قد اقتبس مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإنسانية من الزعيم الوطني " سون يات سن " وأضاف إليها مبدئي الألوهية ووحدة اندونيسيا.
· وهكذا انطلقت الجمعيات التنصيرية لتنصير المسلمين في اندونيسيا حتى أصبح المُنَصَّرُون من المسلمين الاندونيسيين يتعدون عشرين مليوناً انطلاقاً من البانتشاسيلا التي باركها الغرب.

الخلاصة
يتضح مما سبق:
أن البانتشاسيلا هي خمسة مبادئ أعلنت غداة استقلال اندونيسيا المسلمة ليسير الشعب على هديها وهي: الإيمان بالله الواحد الأحد والقومية والديمقراطية والإنسانية والعدالة الاجتماعية، وفي ظل هذه الشعارات النظرية عربدت العلمانية في اندونيسيا. ففي بيان المبدأ الأول قال سوكارنو منظِّر هذه المبادئ إن المزارع يشعر بحاجته إلى الله أما الصانع فلا يرى ضرورة لوجوده، وفي ظل هذه المبادئ تم تنصير الملايين من المسلمين في اندونيسيا، وفي ظل هذه المبادئ تمنع الحكومة الحجاب وتلاحق الدعاة إلى الله.


----------------------------
مراجع للتوسع :
ـ اختاروا إحدى السبيلين: الدين أو اللادينية للدكتور محمد ناصر رئيس وزراء اندونيسيا السابق الدار السعودية للنشر ط 2، 1403هـ/ 1983م.
ـ صفحات من تاريخ اندونيسيا المعاصرة لمحمد أسد شهاب.
ـ مجلة الاعتصام ـ القاهرية ـ عدد ربيع الآخر 1410هـ ـ نوفمبر 1989م.
ـ مجلة الدبلوماسي العدد الثامن ذو القعدة 1407هـ يوليو 1987م مقال "البانتشاسيلا أساس الدولة في الجمهورية الاندونيسية".

Post a Comment

Previous Post Next Post

Contact Form