لقد اصبح استخدام الانترنت والكمبيوتر والاجهزة اللوحية والجوالات من الاشياء التي لا يخلوا منها أي منزل في جميع انحاء العالم ، ولما لهذه الاشياء من مخاطر تهدد حياة البشر إذا ما أفرطوا في استخدامها ، قمنا نحن بجمع هذه المعلومات عن مخاطر وأضرار الاستخدام المفرط لهذه التكنولوجيا خصوصا على الأطفال والشباب في سن المراهقة ، التي قد تكون كارثة بكل ما تعنية الكلمة إذا ما اصبح مستخدموا هذه التقنيات الحديثة من المدمنين عليها .
ماهي مخاطر واضرار الادمان على الكمبيوتر والانترنت ؟ وماعلاقتها بالامراض النفسية ؟
عادة ما يُلاحظ الآباء تعلق أبنائهم بألعاب الكمبيوتر والإنترنت، ما يجعلهم يتخوفون من إصابتهم بإدمان هذه الألعاب،وحتى يتنسى للآباء التحقق ما إذا كان هذا التعلق مؤشراً حقيقياً إلى إدمان أبنائهم الكمبيوتر والإنترنت أم لا .
وينصح كلاوس فولفلينغ من مستشفى الطب النفس جسدي والعلاج النفسي التابع للمستشفى الجامعي في مدينة ماينز الألمانية، بضرورة عدم الاقتصار على رصد الفترة، التي يقضيها أبناؤهم أمام هذه الألعاب فحسب، بل ضرورة ملاحظة المواقف التي يلجأ خلالها الأبناء إلى شاشة الكمبيوتر، كتعرضهم للضغط العصبي مثلاً أو لمشكلات شخصية.
وأوضح الطبيب الألماني فائدة ذلك، في أنه يُتيح للآباء فرصة الحسم في تفسير حالة ابنهم، لأن بعض مدمني الكمبيوتر والإنترنت لا يظهر لديهم التغيّر في مدة استخدام الكمبيوتر بشكل عام، وإنما في كثافة استخدامهم إياه عند التعرض لمواقف بعينها، موضحاً كيفية القيام بذلك بقوله «أن يلاحظ الآباء مثلاً وجود رغبة ملحة لدى أبنائهم في استخدام الكمبيوتر عند التعرض لموقف معيّن أو خلال أوقات محددة»، علماً بأنه غالباً ما يتطور الأمر إلى إصابة حقيقية بالإدمان بشكل غير ملحوظ.
وأشار الطبيب الألماني إلى أن انحصار تفكير الأبناء في عالم الكمبيوتر والإنترنت يُشير أيضاً إلى وقوعهم في شرك إدمان العالم الافتراضي .
لذا ينصح الآباء بضرورة مناقشة الأمر مع أبنائهم بكل وضوح، إذا ما شعروا بأن تفكيرهم ينصب على ألعاب الكمبيوتر ومحادثات الإنترنت فقط.
وأكدّ الطبيب الألماني أهمية أن يحاول الآباء الالتزام بعدم إلقاء اللوم على أبنائهم عند مناقشتهم في هذا الأمر، وإلا لن يتمكن الآباء من التعرف إلى طريقة تفكير أبنائهم على نحو سليم.
وجديرٌ بالذكر أنه عادة ما يُصاب مدمنو الإنترنت بأعراض انسحاب، إذا ما تم منعهم من استخدام الكمبيوتر أو الاتصال بشبكة الإنترنت.
أما إذا قام الآباء بمواجهة أبنائهم بحقيقة إدمانهم الإنترنت، فعادةً ما ينكر الأبناء معاناتهم المشكلة تماماً، لذا أوصى الطبيب الألماني الآباء بضرورة توخي الحذر في معاملتهم أبنائهم، ولكن عليهم أيضاً إطلاعهم على حقيقة مشاعرهم.
وإذا تبيّن للآباء إصابة ابنهم بإدمان حقيقي للكمبيوتر والإنترنت بعد تحققهم من جميع المؤشرات، فينبغي عليهم حينئذٍ البدء في محاولة إقناع ابنهم باللجوء إلى استشارة طبيب نفسي مختص. وبطبيعة الحال سيتسنى للآباء استيضاح تقبل ابنهم فكرة العلاج أم لا من خلال النقاش الذي يجري بينهم.
وفي هذا السياق يقول فولفلينغ «لا يُمكن علاج أي شخص على الإطلاق رغماً عن رغبته»، لافتاً إلى أنه غالباً ما يكون مرضى الإدمان على وعي تام بمشكلتهم.