✍ اسلاميات - مصارف الزكاة :
⟫ من هم العاملين عليها الذين ذكرهم الله في القرآن والذين يعتبروا أحد مصارف الزكاة الثمانية ؟
قال الله تعالى: 【إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ】 [سورة التوبة: الآية 60].
✎ الاجابة ⇩ الحل :
تعريف العاملين عليها : العاملين عليها هم العاملون على جمع الزكاة وهم الذين نَصبَهم الإمام لجباية الصَّدقات مِن أهلها . وبمعنى أوضح العاملون عليها هم السعاة الذين يوليهم الإمام في جمع الزكاة من أهلها وصرفها إلى مستحقيها، ويدخل فيهم كل من ساعد على أخذ الأموال من الأغنياء وأوصلها إلى المستحقين كالذين يطوفون على الأغنياء والحفظة لها والرعاة للأنعام والكتبة للدواوين وأمثال هؤلاء، والشرط فيهم أن يكونوا ممن ولاهم الإمام في جمع الزكاة، فهي وظيفة ولاة الأمور وما كان من جهتهم لأنه هو الذي يشرف عليهم ويحاسبهم ويدقق معهم، وينظر كم اخذوا وكم أبقوا . ماهي الادلة من الكتاب والسنة على ان الاشخاص العاملين على جمع الزكاة هم أحد مصارفها ؟ لقد فرض الله الزكاة على الناس وجعل المستحقين لهذه الزكاة ثمانية اصناف من الناس وذكر من بين تلك الثمانية المصارف الذين يستحقون نصيبا من الزكاة العاملين عليها ، لذا فـ العاملون على جمع الزَّكاة مصرفٌ من مصارف الزكاة . الأدلَّة : أولًا: من كتاب الله قول الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60]. ثانيًا: من السُّنَّة: عن عبدِ المُطَّلب بن رَبيعةَ بن الحارث، قال: (اجْتَمَعَ رَبيعةُ بنُ الحارث، والعبَّاسُ بن عبد المطَّلب، فقالَا: واللهِ، لو بعَثْنا هذين الغلامَينِ - قالا لي وللفَضْل بن عباس - إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فكلَّماه، فأمَّرهما على هذه الصَّدقاتِ، فأدَّيَا ما يؤدِّي الناس، وأصابَا ممَّا يُصيبُ الناس، قال فبينما هما في ذلك جاء عليُّ بنُ أبي طالب، فوقَف عليهما، فذكرَا له ذلِك، فقال عليُّ بنُ أبي طالب: لا تفعلَا، فواللهِ ما هو بفاعلٍ، فانتحاه رَبيعةُ بنُ الحارثِ فقال: واللهِ ما تصنَع هذا إلَّا نَفاسةً منك عَلينا، فواللهِ لقد نِلتَ صِهرَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فما نفسناهُ عليك، قال عليٌّ: أرسلوهما، فانطلقَا، واضطجع عليٌّ، قال: فلمَّا صلَّى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم الظهرَ سبقْناه إلى الحُجرة، فقُمْنا عندها، حتى جاء فأخَذَ بآذاننا، ثم قال: ( أخْرِجَا ما تُصَرِّرانِ ) ثم دخَل ودخلْنا عليه، وهو يومئذٍ عند زينبَ بنتِ جحشٍ، قال: فتواكَلْنا الكلام، ثم تَكلَّم أحدُنا فقال: يا رسولَ الله، أنتَ أبرُّ الناسِ وأوصلُ الناس، وقد بلَغْنا النِّكاح، فجِئْنا لتؤمِّرَنا على بعض هذه الصَّدقات، فنؤدِّي إليك كما يؤدِّي الناس، ونُصيبُ كما يُصيبون، قال: فسكَتَ طويلًا حتى أردْنا أن نُكلِّمَه، قال: وجعلتْ زينبُ تُلْمِعُ علينا مِن وراءِ الحِجابِ أنْ لا تُكلِّماه، قال: ثم قال: ((إنَّ الصَّدقةَ لا تَنبغِي لآلِ مُحمَّدٍ، إنَّما هي أوساخُ النَّاسِ)) . وجه الدَّلالة: أنهما طلبا أن يأخذَا مِن الصَّدقة كما يأخُذ الناس، ممَّا يدلُّ لى أنَّ أخْذ العُمَّال من الزكاة أمرٌ مشهور . ماهي أقوال علماء المسلمين في تحديد وتعريف من يكونوا العاملين عليها المذكورين كأحد مصارف الزكاة ؟ قال الشوكاني رحمه الله: (قوله: "والعاملين عليها": أي السعاة والجباة الذين يبعثهم الإمام لتحصيل الزكاة). أ.هـ من "فتح القدير" (2/531). وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: (العاملون عليها هم العمال الذين يوكلهم ولي الأمر في جبايتها والسفر إلى البلدان والمياه التي عليها أهل الأموال حتى يجبوها منهم، فهم جباتها وحفاظها والقائمون عليها، يُعطوْن منها بقدر عملهم وتعبهم على ما يراه ولي الأمر) أ.هـ باختصار يسير من "مجموع فتاوى ابن باز" (14/14). وقال الشيخ العثيمين في "الشرح الممتع": (فالعاملون عليها هم الذين تولوا عليها، فالعمل هنا عمل ولاية، وليس عمل مصلحة أي: الذين لهم ولاية عليها، ينصبهم ولي الأمر. وهم الذين ترسلهم الحكومة لجمع الزكاة من أهلها، وصرفها لمستحقيها، فهم ولاة وليسوا أجراء، وإنما قلت هذا لأجل أن يفهم أن من أعطي زكاة ليوزعها فليس من العاملين عليها بل هو وكيل عليها أو بأجرة؛ ولهذا فإن الزكاة إذا تلفت عند العاملين عليها فإن ذمة المزكي بريئة منها، وأما إذا تلفت عند الموكل في التوزيع فلا تبرأ ذمة الدافع) أ.هـ وقال ايضاً الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ("والعاملين عليها" هم الذين أقامهم الإمام أي ولي الأمر لقبض الزكاة وتفريقها فيهم، وهم عاملون عليها، أي: لهم ولاية عليها. وأما الوكيل الخاص لصاحب المال الذي يقول له: "يا فلان خذ زكاتي ووزعها على الفقراء فليس من العاملين عليها لأن هذا وكيل، فهو عامل فيها، وليس عاملاً عليها) أ.هـ من "فتاوى نور على الدرب" (206/29). وقد جاء في "موسوعة الإجماع": ("العاملون على الزكاة": هم السعاة الذين يبثهم الإمام, لأخذ الزكاة من أربابها, وجمعها, وحفظها, ونقلها, ومن يعيَّنهم ممن يسوقها ويرعاها ويحملها وكذلك الحاسب, والكاتب والكيال والوزّان والعداد, وكل من يحتاج إليه فيها, فإنه يُعطى أجرته من الزكاة بلا خوف. وإن العامل يأخذ أجرته بقدر عمله, لا بقدر ثمن الزكاة, وعليه أجمع العلماء، وقد اتفقت الأمة على أنه ليس كل من قال: "أنا عامل على الزكاة, عاملا") أ.هـ من "موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي" (1/515). والله أعلم |
✍إقرأ أيضاً :