فضل قيام الليل


كل ما تريد معرفته عن قيام الليل


ماهو قيام الليل 

قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.


آيات قرآنية ذكرت فيها قيام الليل

قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. 

أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!

و قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  [السجدة:16]. 

قال مجاهد والحسن : يعني قيام الليل.

وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).

وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).

وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]

قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.


احاديث متعلقة بقيام الليل 

لقد حث النبي صلوات ربي وسلامه عليه على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً  : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

وقال عليه الصلاة والسلام : { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داود وصححه الألباني]. 

والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.

وقال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].


ماهي فضائل قيام الليل 

إن قيام الليل له من الفضائل والأجر عند الله الكثير والكثير فقد كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه يقوم الليل دائماً بأمر من الله تعالى حيث جاء في آية من القرآن الكريم قوله تبارك وتعالى { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4].

وقال الله تبارك وتعالى آمراً نبيه محمد عليه افضل الصلاة وازكى التسليم { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].

وبما أن قيام الليل قد أمر به الله تبارك وتعالى نبيه محمد فإن لقيام الليل من الفضل والمكانة عند الله ما سيجزي به كل من قام الليل قانتاً يرجوا رحمة ربه ، اليكم بعض تلك الفضائل 


  • 1. قيام الليل تزيد من شرف المؤمن وترفع قدره عند الله،فقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس }.
  • 2. ومما لا شك به أن قيام الليل من أعظم الأعمال التي يثاب عليها المؤمن بثواب لا تعلم مدى عظمته ولا روعته،كما في قوله تعالى:(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون*فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون).
  • 3. لقيام الليل أثر عظيم في إسدال الرضا والطمأنينة على قلب المؤمن ، كما في قوله عز وجل: (ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى).
  • 4. يعطى مقيم الليل نورا وضياء في وجهه عند مداومته على هذه العبادة،فقد سئل الحسن البصري:ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.

  • 5. قيام الليل من أعظم القربات إلى الله؛فالعبد عند القيام يختلي بربه ويتصل به بعيدا عن أعين الناس فيبثه همومه ويسأله حوائجه ليجد الله خير مجيب له، فقد قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر). متفق عليه
  • 6. كما أن قيام الليل يعتبر دأب النبى-صلى الله عليه وسلم-فليس ثمة أمر أعظم من أن نجعل حببيبنا المصطفى خير قدوة لنا ؛ فها هي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تروي لنا ماكان يقوم به النبي صلوات ربي وسلامه عليه قائلة : (كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً) ؟ ،إذ لا شك أن قيام الليل من أعظم العبادات التي نظهر فينها شكرنا لله على عظيم نعمه وبديع آلائه.


مواضيع متعلقة بقيام الليل 

كيفية قيام الليل 

Post a Comment

Previous Post Next Post

Contact Form