هل سبق لكِ ان سمعت عن زواجٍ تتخذُّ من خلاله المرأة أكثر من زوجٍ في الوقت نفسه؟ هو عقد قرانٍ غريبٍ عن شعوبنا وعن معتقداتنا، يعرف علمياً بالـ Polyandry. وقد حرّمته الديانات السماوية الثلاث كما منعته معظم التشريعات. إن تعدد الأزواج له أصول تاريخٌية، وقد إنتشر بشكلٍ خاص في المجتمعات البدائية كونه مرتبطاً بأوضاعها وظروفها.
واليوم عبر موقع معلومه بوك نقدم لكم هذا بحث ودراسه عن هذه الظاهره الغريبه اليكم تفاصيلها
ظاهرة تعدد الازواج حول العالم
لم تختفي هذه العادات في عالمنا اليوم إذ اننا لا نزال نجدها في بلدانٍ عدّة لاسيما في الهند وتحديداً في منطقة Jaunsar Bawar، حيث لا يزال يُمارس هذا النوع من الزواج بشكلٍ طبيعيٍ من قِبل جماعةٍ من الناس تسمّى "Paharis " ورثوا ذلك عن اجدادهم الذين كانوا يسكنون في جبال الهمالايا. ومن المتعارف في تلك المجتمعات ان تتزوج المرأة من الأخ الأكبر في العائلة وتغدو بعد ذلك زوجةً لإخوانه الأصغر سنّاً في الوقت عينه (Fraternal polyandry)، على ان يشترك جميع الأخوة بشكلٍ متساوٍ في المرأة دون امتيازاتٍ لأحدهم على الآخر.
في الإطار عينه ،أفادت صحيفة The Sun البريطانية أن امرأةً هندية وتدعى "رادجو فارما" ( 21 عامًا) تعيش في كوخٍ مؤلفٍ من غرفةٍ واحدةٍ مع أزواجها الخمسة وهم أخوة. وتشير الصحيفة إلى أن الأخوة يتناوبون على قضاء الليل معها .أما "رادجو" فتعتبر انها إنسانةً محظوظة كونها تلقى الإهتمام والرعاية من قِبل أزواجها جميعاً .لكن المشكلة الوحيدة التي تواجهها "رادجو" هي أنها لا تعرف حتى اليوم هوية الأب البيولوجي لابنها الشاب.
كما تناولت موضوع تعدد الأزواج محطة National Geographic فأجرت وثائقياً حول ذلك في التبت، وأفادت من خلاله هذا الوثائقي أن ظاهرة تعدد الازواج ما زالت موجودة في مناطق عدّة من العالم مثل :القطب الشمالي الكندي، الأجزاء الشمالية من النيبال و نيجيريا، في "بوتان" و بعض مقاطعات الصين مثل "سيشوان" و عند قبائل الماساي في كينيا وشمال تنزانيا وعند سكان أمريكا الأصليين.
والجدير بالذكر أن اغرب مظاهر هذا الزواج يتجلى في منطقة"بنجاب" الهندية حيث يشترك عددٌ من الاشخاص في عقد قرانهم في الآن نفسه على امرأةٍ واحدة ،ويُسار الى الإتفاق مسبقاً في ما بينهم على توزيع الليالي التي سوف يقضيها كلٌ عريسٍ معها؟! وقد يبلغ عدد أزواج المرأة الواحدة ستة أو ربما أكثر .أما في حال حملت الزوجة، فيكون الولد الأول من نصيب اكبر الازواج سناً، والثاني للذي يليه وهكذا دواليك.
ومن البلدان الأفريقية التي تنتشر فيها هذه الظاهرة ايضاً، أوغندا، حيث تعمل المرأة في أماكن مختلفة داخل البلاد وخارجها، الامر الذي يمكّنها من "توفير" أزواجٍ لها في أكثر من مكان!
وأما في حال الإنجاب، فإن الطفل يُنسب إلى أمه، إذ لا يهم مطلقاً نسبه إلى أبيه. والجدير بالذكر ان الرجل الأوغندي، بشكلٍ عام ،لا يحب العمل بل يفضّل البقاء في المنزل، تاركاً هذه المهمة للزوجة التي تتولى مصاريف المنزل، بينما يهتم هو بالتنظيف ورعاية الاولاد.
أسباب تعدّد الأزواج
بحسب دراسةٍ أُعدّت من قِبل "كاثرين ستاركويزر" من جامعة ميسوري و"ريموند هامز" من جامعة نبراسكا، تبين أن تعدد الازواج كان في آسيا مسموحاً بهدف الحفاظ على ملكية الاراضي ضمن العائلة . ففي ولاية Himachal Pradesh (في الهيمالايا) مثلاً وهي ذات الأغلبية الهندوسية، إن سبب اعتماد مبدأ زواج الإخوة من امراةٍ واحدة يعود لقلّة المساحات الزراعية وندرة الأعمال كما ولحرص الاهالي على عدم تقسيم الاراضي بين الاخوة،حفاظاً على قيمتها العقارية.
ومن الملفت أيضاً، أن في بعض الحضارات الاخرى، يكون الزوج هو صاحب القرار بتزويج شريكته من رجلٍ ثانٍ، و غالبا ما يختار شقيقه، وذلك ليحلّ محله عند غيابه ويحمي الزوجة ويحافظ على مصالح العائلة.
في الموضوع عينه، يقول عالم الاجتماع الشهير " Hilmi Ziya Ülken" أن الأسباب التي دفعت المرأة في التبت إلي الارتباط بأكثر من رجل على مرّ العصور هي ذات طابعٍ إقتصادي، حيث إنه، في اعتقاد التبتيين، أن زواج المرأة من أكثر من زوج من شأنه ان يقلّص من عدد الأطفال، الأمر الذي يوفّر للأجيال القادمة مستقبلاً افضل.
إن مسالة تعدد الازواج التي كانت مبرّرة سابقاً، نظراً لوجود عددٍ قليلٍ من النساء مقارنةً بعدد الرجال في الهند و الصين خفّت نسبتها على مرّ السنين. إذ مع تطوّر المجتمعات ،انقلبت تلك المفاهيم، بحيث باتت مشكلة تفوّق عدد الرجال على النساء في هذين البلدين، تحلّ بأساليب آخرى: مثلاً من خلال صدور قراراتٍ من قبل السلطة الحاكمة يقضي بارسال عددٍ من الرجال الى الكهنوت، او الى الحرب، او حتى بترحيلهم من البلاد.
موقف الشريعة من مسألة تعدّد الأزواج
تعدد الازواج للمرأه مُحرم في دين الاسلام الذي يُعتبر دين الله المنزل للعالم جميعا ، حيث إعتبر الإسلام أن تعدد الازواج للمرأة يحطّ من قدرها ويجعلها مثل أنثى الحيوان. كما أن الله خصّها بزوجٍ واحدٍ حفاظا على كرامتها وحفاظا على النسب وهو محرم شرعاً .