تأسست الدولة العثمانية على يد رجل يدعى عثمان بن ارطغرل وذلك عندما أعلن استقلاله عن دولة السلاجقة عام 1299 وكان اسمها الرسمي آنذاك الدولة العلية العثمانية واستمرت هذه الإمبراطورية أو الخلافة العثمانية حتى حوالي ما يزيد عن ستة قرون حتى عام انهيارها التام سنة 1924.
ومن أسباب سقوط الخلافة العثمانية الاسلاميه هو أنه في أواخر فترة حكمها كان هناك خلافه ولكن لم يكن أساس حكمها مبنيا تماما على أحكام ومبادئ الدين الإسلامي أو للدقة كانت قد بدأت الانسلاخ رويدا رويدا عن خطوطه العريضة السمحاء وبدأت التمسك بقشوره فقط , حيث أنهم بدؤوا أي العثمانيون بنشر اللغة التركية بدل العربية و قاموا بالسماح لليهود بالقدوم واستيطان القدس ولم يكن الخليفة مسؤولا عن كل هذا بل المستشارين و المساعدين من حوله وبطانة السوء التي كانت تحيط به , ومن أسباب سقوط الخلافة العثمانية إن لم يكن
أهمها على الإطلاق هو ازدرائهم فيما بعد بالعرب مع أن العرب هم أساس الدين ولغة القرآن بلغتهم وكان العرب ممنوعين من استلام المناصب العليا والكبيرة في ألدوله العثمانية بل وزاد الطين بله أن العثمانيون بدؤوا بتشجيع الجهل بين العرب لكسر شوكتهم حتى أنهم منعوا إدخال أو استعمال الاله الطابعة إلى البلاد العربية , وزاد الأمر سوءا أن ظروف العرب المعيشية كانت وأصبحت سيئة جدا وتفشى الجهل والفقر بينهم بتشجيع من المسؤولين الأتراك , أضف على ذلك إمعان الدولة العثمانية بتغييب واستثناء العرب من اتخاذ القرارات المصيرية التي تتعلق بالدولة كالموقف من الحرب العالمية الأولى ووقوف الدولة
العثمانية إلى جانب الألمان فيها دون اتخاذ رأي العرب, ولكل ما سبق ذكره من معطيات وأسباب قام الشريف حسين بن علي شريف مكة بإعلان الثورة العربية الكبرى وتحالف مع بريطانيا في مراسلات مكماهون على أساس إنشاء الدوله العربية الموحدة من المحيط إلى الخليج ولكي يكون ملك العرب وكان الدور العربي في هذا التحالف هو قطع سكه حديد الحجاز وقطع المعونات عن تركيا مما قاد إلى خسارتها الحرب و انتهاء ما يسمى بالخلافة العثمانية الاسلاميه ولكن فيما بعد وبعد أن وضعت الحرب أوزارها قامت بريطانيا بتوقيع اتفاقيه سايكس بيكو سرا مع فرنسا والتي قامت فيها بتقسيم الدول العربية فيما بينهما .
ويمكن إجمال مسببات سقوط الخلافة العثمانية بما يلي أيضا:
الابتعاد عن معاني الإسلام الحقيقية والتمسك بقشور الأمور فقط , وتشجيع العثمانيون لكثير من الحركات البدعية والصوفية , والحروب الصليبية التي كانت تشن على الدولة بشكل مستمر ساهمت أيضا بإضعاف الدولة وتآكلها وعدم السيطرة على مساحاتها الشاسعة , والابتعاد عن مواكبة روح العصر والتخلف العلمي والإبداعي , واكتفاء العثمانيون بتحصيل الخراج من البلدان التي تحت حكمهم فقط دون الانتباه لتطويرها وبنائها , كل ذلك ساهم لإعطاء الأوروبيين الجرأة للتطاول والتآمر على الدولة ومهاجمتها فيما بعد , وساهم في ذلك ظهور
الحركات والأحزاب الانفصالية المتمردة على الدولة في كل بقعة فيها , وقد كان للسياسة الغبية وغير المدروسة من السلاطين العثمانيين الجزء الأكبر لانهيار الدولة بإعطائهم ومنحهم امتيازات للأجانب سخية لا مبرر لها على الإطلاق , عدى عن الغرور الذي ألم بالسلاطين وسيطرة زوجاتهن الأجنبيات على قراراتهم وعقولهم وسياساتهم وتحكمهن بمقدرات الدولة المادية وبالتالي تبذير الأموال على نفقات القصور والبذخ الذي كان يستهلك أكثر من ثلث ميزانية الدولة على تلك الملذات والنفقات الخاصة بالسلاطين وزوجاتهم .
وهناك عامل محرك أساسي يتعلق بالجيش الانكشاري الذي بدأ يتمرد على قرارات السلاطين شيئا فشيئا ويتبع أوامر قادته فقط وهي نفس الطريقة التي لجأ إليها المماليك بتقويض حكم الخليفة العباسي حيث كان كل الأمر للعسكر فقط وأمسى الخليفة صوريا فقط , وبذلك يكون التاريخ يعيد ويكرر نفسه , إلى أن تمكن كمال أتاتورك بالاستعانة بالعسكر والتحالف مع الانجليز إلى إسقاط الخلافة العثمانية إلى البد والسيطرة على الحكم فيما بعد .
وقد تم تأكيد الانهيار بتنازل السلطان عبدا الحميد الثاني بعد هزيمة العثمانيين الأتراك بالحرب العالمية الأولى مرغما ومكرها عن الحكم في سنة 1924م وذلك تحت عدة ضغوط منها التي ذكرناها و تحت ضغط من جمعية الاتحاد والترقي وكذلك تحت ضغط جمعية تركيا الفتاة مدعومتين من بريطانيا .وبذلك تم قيام تركيا الحديثة وإعلان الجمهورية العلمانية على أنقاض الدولة العثمانية بقيادة كمال أتاتورك الذي أعلن رسميا وبشكل قاطع إلغاء الخلافة الإسلامية إلى الأبد.
اذا اعجبك الموضوع فقم بتسجيل اعجابك بصفحتنا على الفيس بوك ليصلك جديد المعلومات عبر الرابط https://www.facebook.com/maloomabook
و لمشاركه الموضوع على صفحتك الاجتماعيه
.
.