ودّع برشلونة مسابقة دوري أبطال أوروبا منذ الدور ربع النهائي أول من أمس عقب خسارته أمام أتلتيكو مدريد 1-0 بعدما انتهت مباراة الذهاب الأسبوع الماضي بالتعادل 1-1 بملعب الكامب نو. وعكس خروج البلوغرنا من المسابقة الأوروبية عجز الفريق في مقارعة الكبار وقدرته على فك شفرة الفرق التي تلعب باندفاع بدني قوي وروح انتصارية عالية.
برشلونة عجز أيضاً على الفوز على أتلتيكو مدريد للمرة الخامسة الموسم الحالي، حيث انتهت 4 مواجهات بينهما بالتعادل والخامسة خسرها أول من أمس. ولا تزال موقعة سادسة في الحسبان في آخر جولة من الدوري سيكون عنوانها: "الصراع على لقب الليغا". ويمكن تلخيص أسباب عجز برشلونة في تخطي عقبة أتلتيكو والخروج من المسابقة الأوروبية من الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2007 في 10 أسباب
01
لعب برشلونة بأسلوب غريب عن أسلوبه التقليدي الذي عود به جماهيره والذي يعتمد على السيطرة على الكرة والتمريرات القصيرة والتدرج بالكرة نحو مرمى المنافس. ومن الصعب جدا على أي فريق أن يتخلى على طابعه التكتيكي فجأة ويحقق الفوز. برشلونة اعتمد في الشوط الثاني على العرضيات العالية من داني ألفيس نحو رأس مهاجميه نيمار وألكسيس وضاعت كل الكرات، حيث تصدى لبعضها مدافعو أتلتيكو وخرجت عرضيات أخرى خارج المستطيل الأخضر لعدم الدقة.
وفي الحقيقة فإن تغيير برشلونة لأسلوب لعبه لم يكن خيارا منه وإنما أتلتيكو مدريد أرغمه على ذلك بالضغط على حامل الكرة والاندفاع البدني القوي.
02
عجز برشلونة بشكل واضح وصريح على اختراق الكثافة الدفاعية لفريق أتلتيكو مدريد وظل يلعب فقط في منطقة وسط الميدان بعيدا عن مرمى منافسه. وحتى النجم الأرجنتيني ميسي تاه وسط غابة المدافعين ولم يظهر بتاتا. وهذه ليست المرة الأولى التي يعجز فيها البلوغرانا في تحدي فريق ينتهج أسلوب التكتل الدفاعي في مناطقه..
فقد سبق للبارسا وأن ودع أبطال أوروبا في 2010 أمام انتر ميلان الايطالي بسبب اصطدامه بخطة دفاعية رسمها الداهية جوزيه مورينيو. كما دفع البارسا ثمن افتقاره لأسلحة اختراق دفاعات المنافسين أمام تشلسي في دوري الأبطال وودع ذات مرة المسابقة الأوروبية أيضا. وأمام أتلتيكو مدريد أعاد التاريخ نفسه في شكل مهزلة لبرشلونة ليتجرع مرارة الخروج.
03
برشلونة خسر مباراته أمام أتلتيكو مدريد على مستوى النتيجة الإجماية 1-0 لأنه ببساطة خسر المواجهات الثنائية بين لاعبيه ولاعبي أتلتيكو مدريد. ففي كل مرة تصل الكرة الى لاعب كاتالوني إلا واستخلصت منه ببساطة وذلك نظرا لقوة الاندفاع البدني الذي يعتمد عليه الفريق المدريدي ليس أمام البارسا فقط وإنما طوال الموسم ومنذ قدوم المدرب دييغو سيموني.
عندما يخسر فريق في حجم البارسا الصراعات الثنائية على الكرة كيف له أن يحرز الأهداف ويفوز. وهذا سببه ربما تواضع البنية الجسمانية للاعبي البلوغرانا، فأغلبهم نحيفو الجسم وقصيرو القامة لم يقدروا على مصارعة ثيران أتلتيكو.
04
خسارة برشلونة أمام أتلتيكو أثارت غضب جماهيره وأغرقت مئات الملايين منهم في بحر الأحزان لكنها في الحقيقة لم تفاجئ الفنيين العارفين بخفايا كرة القدم. وهل من الغريب أن يخسر فريق مهما كان اسمه عندما يكون دفاعه مرتبكا سهل الاهتزاز كثير الهفوات القاتلة. وهذا لم نكتشفه أمام أتلتيكو مدريد وإنما هي سمة الدفاع الكاتالوني منذ موسمين وبعد رحيل غوارديولا تقريبا. وجميع المدربين الذي خلفوه لم يجدوا حلا لهذه المعضلة من فيلانوفيا ورورا الى مارتينو. دفاع البارسا ارتكب أخطاء كثيرة اول من أمس أمام أتلتيكو مدريد وما صورة الهدف المبكر منذ الدقيقة الخامسة إلا برهان على ذلك.
05
برشلونة خسر أمام أتلتيكو مدريد لأنه لم يحاول تسجيل الأهداف إلا نادرا، وكيف لفريق يطمح في الوصول الى نصف نهائي أبطال أوروبا يسدد 5 كرات فقط على مرمى منافسه خلال 90 دقيقة من اللعب. البارسا صنع فرصة تهديفية واحدة فقط خلال الشوط الثاني تمثلت في تسديدة نيمار الرأسية التي مرت بجانب المرمى بقليل.
بينما كانت فرص أتلتيكو مدريد واضحة وصريحة وكثيرة العدد أيضاً، ففي الشوط الثاني كان بإمكان أتلتيكو أن يرفع الحصيلة الى هدفين أو ثلاثة لولا براعة الحارس بينتو الذي تصدى لهدفين محققين على الأقل. وغياب فرص الأهداف مرده تواضع أداء ميسي وأنييستا.. فعندما يختفي هذا الثنائي لا يمكن للبارسا أن يصنع الأهداف أو يسجلها حتى لو امتدت المباراة لـ 200 دقيقة.
06
يعتمد البارسا في الغالب على مهارات لاعبيه في التفوق على المنافسين وصنع الفرق أثناء المباراة بجزئيات صغيرة لا يأتيها إلا كبار اللاعبين مثل ميسي و إنييستا وتشافي وبيدرو ونيمار. لكن في مباراة أول من أمس غابت المهارة والشطارة عن البلوغرانا ولم نر اجتهادا خاصا من أي لاعب كاتالوني في محاولة للتغلب على أغلال الدفاع المدريدي.
ميسي كان غائباً وتائهاً وسط المدافعين وانييستا كان هو الآخر محاصراً على الجهة اليسرى وكلما وصلته الكرة إلا وهجم عليه 3 لاعبين حتى أن المدرب تاتا اقتنع بأنه لا فائدة من استمراره على المستطيل الأخضر واستبدله قبل 18 دقيقة من نهاية المباراة. أما تشافي وفابريغاس فإن مردودهما بطبعه تراجع الموسم الحالي.
07
فشل المدرب الأرجنتيني مارتينو في التعامل مع أطوار المباراة ولم يجد الحلول العاجلة أثناء سيرها لقلب الطاولة على أتلتيكو. تاتا ظل يتابع اندفاع الفريق المدريدي واعتماده على الضغط العالي في وسط الملعب ومحاصرة لاعبي البارسا دون أن يتحرك ويعالج الوضع سريعا بتغيير مراكز اللاعبين أو اللعب أكثر على الأطراف أو أن يطلب من لاعبيه مزيدا من الاندفاع في مواجهة المنافس ..
ويحثهم على كسب الصراعات الثنائية. كل ما فعله تاتا أنه ظل ينتظر مبادرة فردية من ميسي أو انييستا أو غيرها قد تحصل في كل لحظة ويخطف منها هدف التعادل الذي كان سيعيد توزيع الأوراق. تاتا يتحمل جزءا من المسؤولية في الخسارة ليس لأنه لم يحسن التعامل مع خطة المنافس .
08
برشلونة خسر لأنه يوجد منافس يستحق الفوز بجدارة هو أتلتيكو مدريد. فريق أبهر العالم بالروح الانتصارية القوية التي يتمتع بها.. هو ليس فريق كرة قدم إنما ترسانة من الجنود البواسل التي تحرث المستطيل الأخضر بالطول والعرض وتهز الأرض من تحت أقدام ميسي.
والفريق الذي يتسلح بالروح الانتصارية العالية والاندفاع لن يحتاج الى النجوم والأسماء اللامعة التي تحصل على الملايين لتغيب أحياناً وتحضر حيناً. وبفوزه على البارسا فإن رجال سيموني قادرون حقا على الوصول الى المباراة النهائية وحتى التتويج باللقب شرط ألا يصطدموا ببايرن ميونيخ. أتلتيكو قادر على الفوز على تشلسي بسهولة والتغلب على ريال مدريد في المتناول أيضاً والعام الماضي تغلبوا عليه في نهائي كأس اسبانيا فكيف لا الموسم الحالي وهم أشد قوة وشراسة.
09
برشلونة خسر بطاقة التأهل الى نصف نهائي أبطال أوروبا في مباراة الذهاب وليس أول من أمس في موقعة الإياب على ملعب فيسينتي كالديرون. ليس مقبولا أن يكتفي فريق في حجم برشلونة بأن يتعادل على أرضه 1-1 في ذهاب ربع نهائي أوروبي.
كان مطالبا بالفوز بنتيجة مطمئنة لا تقل عن 2-0 حتى يتفادى مفاجآت لقاء الإياب لكنه لم يحسبها جيدا وترك مصيره بيد أتلتيكو الذي لا يتسامح مع ضيوفه بمعقله فيسنتي كالديرون. وفعلها في النهاية وفاز بهدف وخطف بطاقة التأهل ليصعد الى المربع الذهبي للمرة الأولى بعد غياب 4 عقود من الزمن.
10
أتلتيكو مدريد فاز على البارسا لأنه يوجد مدرب اسمه دييغو سيموني خطط لهذا الفوز وجهز له العباد والعتاد. سيموني صنع فريقاً قوياً في ظرف موسمين فقط. لا ننسى أبداً أن أتلتيكو كان يصارع على تفادي الهبوط منذ أعوام. ولكن منذ قدوم سيموني تغيرت الأمور وكبرت الأحلام.
كانت بصمة المدرب الأرجنتيني واضحة أمام برشلونة أول من أمس. أتلتيكو فريق مثالي يعتمد على اللعب الجماعي لكن بفلسفة تختلف عن فلسفة برشلونة فهذا ينتهج التكتل الدفاعي بجدارين الأول في وسط الميدان والثاني على خط 18 متراً مع هجمات سريعة وقوية وذلك تقريباً بنفس أسلوب الكرة الايطالية. وهذا ليس غريباً عن المدرب سيموني الذي سبق له اللعب في الدوري الايطالي.
مارتينو: انتهاج أسلوب أتلتيكو مستحيل على البارسا
حرص الأرجنتيني جيراردو مارتينو المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني، على الدفاع عن لاعبي فريقه رغم خروجه من منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد الهزيمة التي تلقاها فريقه، أول من أمس، أمام فريق أتليتكو مدريد بهدف نظيف في مباراة الإياب لدور الثمانية للبطولة.
وقال مارتينو رداً على سؤال أحد الصحافيين عما كان ينقص برشلونة في المباراة: «من المستحيل أن يقوم برشلونة بانتهاج طريقة لعب أتليتكو مدريد والعكس صحيح، هما فريقان متعارضان يجمعان بين صفوفهما الكثير من اللاعبين الرائعين».
وقال مارتينو: «لقد لعبنا بطريقة هجومية وهو ما اعتدنا على فعله طوال السنوات العشر الأخيرة».
ودافع مارتينو عن طريقة لعب فريقه قائلاً: «برشلونة يلعب بطريقة هجومية وهو ما اعتاد أن يفعله خلال 10 سنوات ، هذه الطريقة أثبتت نجاحها بشكل كبير، طريقة لعبنا تختلف عن طريقة لعب أتليتكو مدريد».
وأكد المدير الفني الأرجنتيني أن فريق أتليتكو كان متفوقاً في العشرين دقيقة الأولى من المباراة، «في البداية كان اللعب يسير بالطريقة التي تروق لفريق أتليتكو مدريد، كرات طولية، هجمات مرتدة للوصول إلى المرمى، لم نكن متخاذلين ولكننا لم نتمكن من أن نحافظ على انتقال الكرة بين أقدامنا لأربع أو خمس مرات متصلة، كنا نأمل في أن نتمكن من التحكم بشكل أفضل في الكرة ولكننا لم نستطيع».
ورد مارتينو على سؤال لماذا لم يتمكن برشلونة من الفوز على أتليتكو مدريد ولو لمرة واحد خلال الخمس مباريات التي جمعت الفريقين هذا الموسم؟ قائلاً: «كل اللقاءات كانت تسير بنفس الطريقة، لم يكن هناك أي تغير في طريقة اللعب، الفارق الوحيد هذه المرة أن هناك فريقاً فائزاً، لا أتوقع تغيراً كبيراً في شكل اللقاء المرتقب بين الفريقين في نهاية الدوري، إلا إذا تمكنا من أن نكون أول من يسجل أهدافاً في اللقاء».
ولم يلق مارتينو باللوم على نجم فريقه ومواطنه ليونيل ميسي الذي ظهر تائهاً على أرضية ملعب فيسينتي كالديرون، «لم يعجبني الاعتماد على ميسي في كل الكرات ولهذا كان هناك دور لفابريغاس للمشاركة كلاعب خط وسط مهاجم من الناحية اليمنى».
انييستا: فوجئت باستبدالي
تباينت تصريحات لاعبي برشلونة حول المباراة فقد قال أندريس إنييستا "كنا نعلم أن الإقصاء سيكون صعبا أمام فريق يعرف كيف يلعب جيدا، كل شخص له فكره التحليلي، ولكن في عالم كرة القدم أحيانا ما يلعب الفريق المنافس بشكل أفضل، لقد تفوقوا علينا في فترات حاسمة من عمر المباراة". وقام أحد مراسلي شبكة تليفزيون "قنال بلوس" بسؤال نجم وسط الفريق الكتالوني إذا ما كان قد تفاجأ بتغيره في شوط المباراة الثاني.
وأجاب اللاعب قائلاً "نعم لقد تفاجأت ولكن هذا هو قرار المدير الفني".
وأضاف إنييستا "الفريق المنافس لم يكن أفضل من برشلونة، يجب مشاهدة المباراة عبر التليفزيون حتى يمكن الحكم إذا ما كانوا أفضل منا أم لا".
واختتم قائلا "لقد كدنا نسجل في أربع أو خمس مناسبات، لقد تمكنوا من استغلال تفوقهم في الدقائق الأولى، أعتقد أننا لعبنا بشكل هجومي وكنا نستحق التعادل، لقد أدينا بشكل جيد في مباراتي الذهاب والعودة".
رأيك يهمنا فلا تتردد بكتابه مقترحاتك حول الموضوع في مدونه معلومه بوك لمشاركه الموضوع على صفحتك الاجتماعيه