قالت السلطات الأوكرانية انها تمهل المسلحين الموالين لروسيا بشرق البلاد حتى صباح الأثنين لتسليم أسلحتهم وإخلاء المباني التي سيطروا عليها
وقد وصفت الخارجية الروسية إعلان اوكرانيا التعبئة لأخماد الأضطرابات هناك بالخطوة الأجرامية ، ودعت الغرب الى كبح جماحها .
لم يهدأ الجدل بعد حول الطريقة التي ضمت بها روسيا الشهر الماضي شبه جزيرة القرم الى سيادتها ، كان ذلك بتمرد ثم استفتاء ثم طلب بموافقة روسية رغم تهديد الغرب بالععقوبات ، لم يهدأ كل ذلك حتى كانت مدن شرق اوكرانيا على موعد ايضا بتطورات توحي مقدماتها بما قد تكون عليه النهايات .
قام مؤيدون لموسكو بالأستيلاء على مباني حكومية شرق البلاد كما فعل نظراؤهم في القرم قبل اسابيع ، استولوا عمليا على المدينة التي تقع شرق البلاد وعلى المباني الحكومية فيها وعلى تلك التابعة للأمن الأوكراني وأقاموا متاريس على مشارفها وطالبوا بإجراء استفتاء لتقرير مصيرها ، لم يمر الأمر بدون قيام اشتباكات بين مؤيدي اوكرانيا هناك ومناصري روسيا ، بلغ التوتر هنا حدا جعل وزير الداخلية الأوكراني الطلب من سكانها البقاء داخل منازلهم ، جاء ذلك بعد اعلان الوزير نفسه عن شن حملة لما سماه مكافحة الأرهاب في المدينة التي لا تبعد سوى 250 كم عن الحدود الروسية ، وشمل الأمر مدن اخرى تعرضت مباني حكومية فيها الى هجمات من مؤيدي موسكو ، أمر وصفه الرئيس الأوكراني بالحرب على بلاده ، بينما أدرجه محللون في سياق مسعى روسي لتحسين وضعها التفاوضي مع الغرب في مؤتمر يفترض أن يعقد حول الأزمة الأوكرانية يوم الخميس القادم ، ويتوقع ان تطالب موسكو خلاله بإصلاح دستور اوكرانيا لمنح مناطقها الشرقيه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي وهو ما ترفضه كييف وحلفاؤها الغربيون ، على أن خيارات كييف ومن ورائها الغرب تظل مقتصرة على الجانب الدوبلوماسي والعقوبات الأقتصادية ، وترى واشنطن والأوروبيون أن هدف موسكو من زعزعة الأستقرار في شرق اوكرانيا لأيجاد ذريعة لها لأرسال قوات لحماية الناطقين بالروسية هناك ، تماما كما فعلت في القرم ، ولا حل في الأفق للرد على ذلك سوى تشديد العقوبات الأقتصادية على روسيا ، لكن هذا بحسب كثير من المحللين سيقابل بردود فعل روسية أشد ، تبدأ مما يسمى سلاح الغاز ولا ينتهي بما هو أهم وهو قضم مزيد من الأراضي الأوكرانية وفرض وقائع على الأرض لا تغيرها مؤتمرات ومناشدات دولية .
اقرأ أيضا :
اوكرانيا جذور الأزمة السياسية وأسباب الصراع الحالي
Tags
سياسه واقتصاد