تاريخ الخلاف بين قطر والسعودية - الأزمة الخليجية

في خطوة غير مسبوقه سحبت كل من السعوديه والأمارات والبحرين سفرائها من قطر 

تاريخ الخلاف بين قطر والسعودية - الأزمة الخليجية - مدونة الكلباني

في بيان مشترك للدول الثلاث نص على عدم التزام الدوحه بمباديء مجلس التعاون الخليجي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر ، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن وأستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءا عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي ، وعدم دعم الأعلام المعادي .
وجاء الرد القطري موضحا أن تلك الخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في السعودية والأمارات والبحرين لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها وأستقرارها ، بل لها صلة بإختلاف في المواقف بشأن قضايا خارج مجلس التعاون .
تاريخ الخلافات بين قطر والسعودية بدأ مع منتصف التسعينيات وتولي امير قطر السابق مقاليد الحكم ، أخذت سياسة كل بلد تسير في أتجاه مختلف عن الآخر ، تبنت السياسة القطرية دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية ، فيما فضلت السعودية محور الأعتدال العربي المقابل والذي يضم مصر والأردن وبعض دول الخليج ، وكان لهذا المحور موقف مغاير للقضية الفلسطينية وفي المواجهة مع
اسرائيل ، وتجلى الأنقسام في أوضح صوره في حربي إسرائيل على لبنان وغزة في العامين 2006 و 2008 ، في الأولى رأت السعودية انها مغامرة قام بها حزب الله ، وفي الحرب على غزة قاطعت قمة الدوحة التي خُصصت لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الأسرائيلي ، هبت رياح التغيير في العالم العربي في نهاية عام 2010 وشهد أكثر من بلد عربي ثورة شعبية إقتلعت نظام الحكم فيه ، وكانت السعودية وفطر على موعد جديد من الأختلاف والتباين في السياسات الخارجية.
ساندت قطر التغيير الحاصل في العالم العربي ووقفت ضد حلفائها السابقين في دمشق وطهران والضاحية الجنوبية ، فيما توجست السعودية من هذه الأنتفاضات الشعبية ووقفت موقف المناهض لها أو المتحفظ في بعض الأحيان ، وجائت الثورة السورية لتشكل نقطة إلتقاء بين البلدين ، فالدوحة والرياض هما من يدعم الثورة السورية في وجه النظام السوري وحلفائه في المنطقة ، لكن ذلك لم يكن كافيا لتقريب وجهات النظر بين البلدين رغم تأكيد الدوحة في العهد الجديد على أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف وأنها تدعم الدول والحكومات لا الأحزاب والجماعات ، جاء إنقلاب الثالث من يوليو في مصر ليعيد الأنقسام على أشده بين البلدين ، أيدت السعودية ودول الخليج إقصاء الرئيس محمد مرسي ودعمت الحكم الجديد في البلاد ، فيما وقفت قطر موقفا مختلفا عن بقية دول المجلس ، هنأت الرئيس المؤقت الذي عينه الجيش المصري ، والتزمت بالمساعدات التي أقرتها سابقا لمصر ، لكنها قدمت رؤية مغايرة للخروج من الأزمة التي تسبب فيها الأنقلاب ، وكان هذا الأمر سببا في التباعد والأختلاف مع الرياض وأبو ظبي ، تبينت نتائجه في سحب السفراء من الدوحة ، ودخول مجلس التعاون الخليجي في دوامة خلاف جديدة لا يعرف أين وكيف ستنتهي 

Post a Comment

Previous Post Next Post

Contact Form